قصيدة
الخوخ الاحمر

كَنَّا نترَى
فِىَّ الْحَدَائِق
وَتَحْتَ شَجِرُ الْخَوْخِ
نَقْطُفُ الْخَوْخَ الاحمرْ
كَانَ مَنْ يَدِيِّكَ
طَعْمَهُ سَكِّرْ
شَجِرٌ خُفَيْفٌ فاضى
ذَوَى أَتْرَاح كستناءْ
قَصِيرٌ كُلَّهُ
دَانَى
بَيْنَ الْغُصُونِ
بَدَتْ وجناءْ
رَحَلَتْ
وَرَحَلَ الْوُجُودُ
مَعَكَ
كَانَ مِلْءُ بَصَرِكَ
وَلَسَعَكَ
تَرَاهُ الْوُجُودُ
بعدمَا تُمْضَى
سَيَبْقَى كَمَا كَانَا
سَنَبْقَى كَمَا كَنَّا
بالماضى
زَمَانَ الْمَرِّ
حَيَّرَانَا
سَيَبْقَى مَذَاقٌ
نَهَارَهُ حمضَى
قَاسَى
شَمْسَهُ تَلْسَعُ
اللِّسَانَا
فَاُنْتُ عُيُونَكَ
حراسى
وَقَدْ ضَاعَ
مِنْ بَريقٍ
عيونى لَحَظَكَ
وَقَدْ رَاحَ بَعْدَكَ
حَظَّكَ
وَمَضَى الْعُمَرُ
هَيَّمَانَا
وَصَارَ وَجُودَى
كَمَا الْعَدَمُ
لَكِنَّمَا شَدِيدُ
الْوَجْدَ أَلَوَانَا
كَمْ مَسَّنِى الالمُ
مُنْعِتٌ كُلَّ النِّسَاءِ
الْوُصُولَ الى قَلْبِى
وَصُرْتُ وَحْدَكَ حُبًى
أَدَرَى الْهَمُّ مِنْ عشقَى
اقمت عُرُوشَكَ
فَوْقَ خواطرى
فَكُنْتُ اُنْتُ كالامس
وَالْغَدِ وَالْحَاضِرِ
اقمت بِلَادَكَ
وَكَانَتْ مَلِيكَةٌ
بِفُؤَادِكَ
لَيْتَ اِنْكِ القيتى
وَشَاحَّكَ وردائك
كُنْتُ فِىَّ جَمِيعَ الْحَيَاةِ
نَبْضًا فِىَّ كيانى
وَأَقَمْتُ بَعْدَكَ
وَدَيَّانٌ أَحَزَانًى
محمود العياط
من ديوان
من حفلات الديسكو الى الحجاب دون قنبلة واحدة