قصيدة
اجتاح وباء الكوليرا مصر


مازالت فى ذاكرة
العباد
بعض من ايام
شجى
ارتمت فى اللحود
مع الجرح الاليم
مازال الموت الأسود
يركض فى البلاد
قامت الدياجير
ولهى
تعبث فى الكبريت
ولا تبال بالرماد
تفشى وباء
الكوليرا
في جميع أنحاء العالم
ركب القوافل
فى إزدياد
فى القرن الثامن عشر
جاء بغير معاد
وفى مصر
ضرب نجوعها
عشرة مرات
كل بضع
سنين
يقرع بيوت
الطيبين
الذين لاذوا
بالانوار
وهم يرمقون
التخوم
يختفى ويعودْ
ويضحك
من خلف الحدودْ
حتى القرن التالى
صار بين الناس
اسدا من الاسودْ
وسحرا اسودا
حسودْ
كان يقضى
على آلاف
المواطنين يوميًا
يقدح ويعيد
ولا يبال بمرارة
الفراق
ولايبال بالتسهيد
تم إنشاء مكاتب الصحة
لأول مرة في مصر
قبل قرنين من الزمن
ملائكة لها اجنحة
الطيور
الدولة قامت
تكون او لاتكون
منعوا التجار
وعزلوا المسافرين
قامت الشرطة والجيش
بمحاصرة القرية
وبناء ألف سور
ومنع الدخول أو الخروج
فى الحجر الصحى
بالإضافة إلى عزل المصابين
خارج البروج
والتحفظ على متعلقاتهم
الشخصية
وحرقها فى المروج
اكتشف الطبيب الألماني
كوخ لميكروب الكوليرا
مثل سراب
وجد فيه الناس
ماءْ
حيث سافر كوخ
إلي مصر
يعتقد ان الداء
فى الهواءْ
ومكث بالمستشفي
اليوناني بالإسكندرية
مستكين
حتى إكتشف
الميكروب اللعين
واكتشفوا بعد ذلك
اللقاح المبين
لمكروب جاء
من الردى
قاصبا الى جموع
الورى
متأسدا
محمود العياط
من ديوان
من حفلات الديسكو