قصائد عن الطبيعة و الحقول و المطر و القرية

قصيدة
النينو الطفل الشقى


الشاطئ الاسبانى
اكتظ رهطا
من تجعيد فى القسمات
فى دهاليز
سور الفعل و كلما
زاد الامان ترنحت
هناك
ترفرف النوارس
و تلقى بثيابها
لتتعلم فنون العوم
السديس
و الامواج تترى
فى لقاء
و لا تعرف النوم
الحديس
تحمل الف فارس
و الف سيف
و الف درع
و الف من نداء الثريد
و الف موسم
من مواسم الهجرات
و مازال يقهقر
النينو الطفل
الاسبانى الشقى
فى وادى العولمة
الامنيات تنتحر
على تلال
هيستريا المناخ
دموع السحاب
سقطت مع لفتات
شديدات من نحيب الاعصار
شئ مهين
و السنين
فى خفاء
فى دهاء
فى عجاف
من اين اول المطاف
لا احد يعلم شيئا
يكتنف السهاد
ارتفاع درجة حرارة
و الامواج الناديا
العاتيا
تطول الجبال
الهائمة
و الاغنيات
فى مياة المحيطات
وابوهم العجوز
المحيط الهادى
مستغرب ينادى
ابنة البحر الهندى
من بعيد
عند تلك النوارس
دهشة الجزر
و المصير
و صهيب من الحبور
انها لا تعلم
ان درجة مياة المحيط
من اسس تغريد المساء
وتصل بحقاء
الى درجة الغليان
فى مروق
مع لفح
لكل الاشياء
حتى صمت الجذور
لكنها تعودت
تلك النوارس
على الغرائب
و لحظ الاثير
و استوطنت فى العجائب
وهكذا يفور الهادى
بالمياة الساخنة
ويلهث مع ذكريات
النسيم و الشعور
و لا احد يجيب
صرخات الحيتان
الهاربة الى القاع
الجحيم
معها ورود الجفون
تعودنا ان الحميم
فى المحيطات لا ينطفئ
و نار البراكين
الجلذاء والزيزاء
تستمر مشتعلة
من يتصور بان المياة تغلى
فى القيعان
و فى الخلجان
وجود مياة باردة
فى مناطق اخرى
تطلق سهام
التعجب
و نهيم العيثوم
فى القطبين
برودة قاتلة
جليد يتضوع
من الثلوج
التناقض خير
ولكن اختلال العروج
كله شر
و الصمت يكتنف
الافاق والمروج
تغيرات مناخية
مدروسة على جيتار
على مضجع تيار
الهرطقات
علم الاحتباس الحرارى
الهائل فى علومة
و الهائل فى الحانه
و الهائل فى خيامه
يقف اول الصف
تليد عنيد
قلة النباتات
و جفاف الاوراق
و لوعة الزهور
و فلاة السندس
لا احد يمتص الحرارة
ان الاحتباس الحرارى
تغير المناخ
من المنبع الى المصب
فى اشتياق
لذا تسعى الامم
حافية القدمين
على تلافى اسباب
زيادة تاثير الاحتباس
المتمردة
وهنا لابد ان ندخل
الى تفسير الظاهرة
من الناحية السببية
وهى العامل الثانى
وتتمثل فى صعود
ثانى اوكسيد الكربون الساخن
غاضبا ثائرا
كيف نام
طيلة العصور
على شفاة الاساطير
وتداعيات ذلك
الرنين
من زيادة البخر
و رجاء الهائمين
كل تفسيرات الاحتباس
مفازة ضيعت البساتين
واخيرا ذلك السرد الذى لاينتهى
يؤدى العامل الثالث
فى دفتر السائلين
وهى الظاهرة نفسها
بعنى كل ما سبق
يؤدى الى النينو الطفل
و هو يهرول
على منعطف الطرقات
ويتمثل فى كثرة الفيضانات
الغير مسبوقة فى تدميرها
والاعاصير العاتية المهلكة
وموجات جفاف غير عادى
حرائق الغابات
التى من الصعب السيطرة عليها
واخيرا يمكن تلخيص ذلك كلة
بان النينو ظاهرة مناخية طبيعية
تؤدى الى تغيير
ظروف مناخ كوكب الارض
بشكل جذرى
فى كهوف الزمان
وتؤدى الى كوارث طبيعية
بالدراسة يمكن التنبؤ بها
فتكون الاعاصير
مفتحة الابواب
والفيضانات
تدوى بالزئير
وحرائق الغابات
تحلم بالثلوج
شقاوة نينو
معروفة لدارس المناخ
بعضهم يؤكدون
انها تحدث
فى شهر ديسمبر فقط
و ليس فى كل الشهور
لانها فى تلك الاثناء
تتوفر كل الظروف
ويسمونها المقدسة
لانها تواكب راس السنة
وتحدث فى موجات
كل خمسة سنين
على بعض المناطق المعينة
فى كل انحاء العالم
تبات الشهر
تجوس بين الهدير
الرقعة قد تزيد وتؤثر
على كل القارات
منها الكثير
وخلاصة القول
ذات سطوة
فى الهجاء
كيف تلافى تلك الظاهرة
العرجاء
كيف نصنع
طائرة بلا نفاثات
كيف نؤمن
ان الغزلان العاشقة
للحياة
ليست بين مخالب
الردى
النينو من حيث سلبياتها
تمتد السيقان
الى الاوراق
كيف استثمارها
فى ايجابياتها
وكيف استغلالها
فى السلم والحرب
بلا قفر
ان نجعل منها ثمار
تتألق فى الاسواق
هو غامض
من اهم الاسرار
التى تنفق عليها الطبيعة
سرا و هى تتطلع
نحو الشرق
الاف التخيلات
تقصب نحو الغرب
نصحو فى ذعر
نحملق فى الشمال
و ننام فى ذعر
تلقاء الجنوب
الامر كله زعر
صار عراء
بلا ريش و لا اقنعة
و لا شطآن و لا غدير
سنموت و لا نعرف
لماذا فعل بينا
هكذا
محمود العياط
من ديوان النينو الطفل الشقى